الثلاثاء 24 كانون الاول , 2024 03:43

مخاوف إسرائيلية: الأردن ساحة صراع مفترضة

الأردن والكيان الإسرائيلي

بدأ الكيان الإسرائيلي في الآونة الأخيرة بزيادة حدة التحذيرات من "تصاعد التهديدات" القادمة من الضفة الغربية وعلى الحدود مع الأردن، وترافقت هذه التحذيرات مع سقوط النظام في سوريا وهو ما يزعم الاحتلال أنّ تغيّر الحكم في سوريا له تداعيات ومخاطر عليه منها التأثير على الأردن، والذي يدّعي أنّ "نجاح الثورة" في سوريا ووصول "الجماعات المتطرفة" بحسب توصيفه من شأنه أن يعطي الدافع لمثلها من الجماعات في الأردن ما سيؤدي الى زيادة الجبهات "الخطرة" والذي يجب معالجتها.

المخاطر من وجهة النظر العبرية

تتعدد المخاطر التي يراها الكيان مؤثرة من جهة الأردن، والتي أظهرتها الصحافة العبرية بوضوح في عدد من المقالات، والتي تبدأ بالبعد الجغرافي المتمثّل بقرب الأردن الجغرافي من إيلات، حيث تتزايد بشكل كبير من فرص إصابة إيلات وأي هدف حساس في محيطها، ومن الجدير التذكير أن الأردن تشترك في أطول حدود برية مع "إسرائيل" بطول 309 كيلومترات.

بحسب رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا إيلاند هناك تهديدين يصعب التعامل معهما من الناحية العسكرية "الأول إطلاق الهاون. والثاني هو إطلاق طائرات بدون طيار صغيرة قصيرة المدى من منطقة وادي عربة على الجانب الأردني". وما يزيد من حساسية علاقة الكيان مع الأردن، السياسة الإسرائيلية نفسها أي سياسة المتطرفين الإسرائيليين تجاه الحرم القدسي. فبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت "السياسة الإسرائيلية لا تساهم في الاستقرار، الأردنيون يريدون منا شيئاً رئيسياً واحداً: الهدوء في الحرم القدسي". ويضيف المقال "يعلم الملك عبد الله أن بقاءه غير مضمون. ثمانية وثلاثون في المائة من سكانه هم من "شرق الأردن" الذين يخدمون في الجيش، لذلك يمتلك الملك جيشاً صغيراً جيداً موالياً له. ومع ذلك، فإن الفلسطينيين يشكلون أغلبية مطلقة في بلاده، وعليه أن يناور - في معظم الأحيان بنجاح - بين سياسة السلام مع إسرائيل وكراهيتهم لها. إنهم لا يجرؤون على مهاجمة الملك مباشرة، لكنهم ينتقدوه بمهاجمة معاهدة السلام والمطالبة بإلغائها".

أما المراسل العسكري لموقع "واللا" أمير بوخبوط، فينقل عن أوساط أمنية قولهم "ما يحدث في الأردن ومحيطه يشكل مصدر قلق كبير ليس فقط للكيان الذي يملك حدود مشتركة طويلة جداً مع المملكة، ويعيش قربها ملايين الفلسطينيين، ولكن أيضاً للغرب الذي يدعم المملكة بقوة، ويهتم باستقرارها، لأن تقاطع المصالح، وعدم الاستقرار الإقليمي قد يؤدي إلى تصعيد واسع في أراضي الضفة الغربية وغور الأردن". ولا يخفي الإسرائيليون هواجسهم من تصعيد محتمل من قبل إيران و"سعيها إلى تحويل المملكة الهاشمية إلى بديل لحماس وحزب الله" بحسب قولهم.

بناءً عليه، توصي الصحف الإسرائيلية، بإقامة حاجز أقوى ضد محاولات التهريب من الأردن، وتعزيز الحكم في الأردن، وهذا بالتعاون مع الدول الحليفة للكيان. كما وضبط سياسة المتطرفين في الحرم القدسي التي تعد محرجة للنظام الأردني. بالإضافة إلى تحصين الحدود الشرقية بالأسوار والمواقع ونقاط التفتيش الأكثر تقدماً. وتحسين التعاون مع قوات الأمن الأردنية.

خطوات متوقعة

من المتوقع التنسيق والتعاون المشترك مع "المعارضة السورية" من قبل الأردن والكيان بهدف احتواء أي تحرك مستقبلي. وفي حال تزعزع الحكم في الأردن أو حدث انقلاب قد يشن الكيان الإسرائيلي عمليات عسكرية وأمنية في الأردن على غرار ما فعله في سوريا في حال سارت الأمور نحو انقلاب. (يقول الباحث وعضو مركز ديان في جامعة تل أبيب، يشوع مئير: إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ذكر في آخر محادثة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه من الضروري الاستعداد لاحتمال اضطرار إسرائيل لغزو الأردن في حالة وقوع انقلاب إسلامي).


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور