الإثنين 09 تشرين أول , 2023 03:10

قضية الأسرى: "طوفان الأقصى" سينتزع الحرية

الأسرى الفيلسطينيون في سجون الاحتلال

أعادت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية قضية الأسرى في سجون الاحتلال إلى الواجهة، بل جعلت منها أحد أهم الأوراق في أي مفاوضات قادمة. ركزت المقاومة مع بدء عملياتها في غلاف غزة على أسر أكبر عدد من الأسرى، اذ أن القرار الذي اتخذ بالتوصل إلى حل لهذا الملف قد اتُخذ بالفعل، فكيان الاحتلال الذي لم يفِ بأي من التزاماته تجاه أكثر من 6000 أسير، منهم قد تجاوز 42 عاماً في الاعتقال، لا يستجيب إلا للمعادلات التي تُفرض بالقوة.

قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف، أشار خلال إعلانه عن بدء العملية إلى أن "سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز الآلاف من أسرانا الأبطال وتمارس ضدهم أبشع أساليب القهر والتعذيب". مضيفاً أن هناك "مئات من أسرانا قضوا في غياهب السجون، 20 سنة ويزيد، والعشرات من أسرانا وأسيراتنا، أكل السرطان والمرض أجسادهم وقضى الكثيرون نحبهم نتيجة الإهمال الطبي والقتل البطيء المتعمّد ولقد قوبلت دعواتنا بعقد صفقة تبادل إنسانية بالرفض والتعنت".

لم تغب قضية الأسرى يوماً عن أولويات فصائل المقاومة ومن خلفهم الشعب الفلسطيني، وهذا ما أكد عليه مراراً باعتبار "المساس بالأسرى أو الأسيرات سيكون صاعق الانفجار لمواجهة جديدة"، حسب ما صرّح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر حبيب، في وقت سابق. مضيفاً ان "اعتداءات إدارة مصلحة سجون الاحتلال على الأسرى والأسيرات في الأيام الأخيرة، تنذر بانتفاضة جديدة في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل". وهذا ما حصل بالفعل.

وفقاً للإحصائيات الصادرة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين لعام 2023، فإن "إسرائيل تعتقل في سجونها نحو 4900 أسير، بينهم 700 أسير مريض، و200 امرأة وطفل، فضلا عن أكثر من ألف معتقل إداري". كما يواصل كيان الاحتلال احتجاز جثامين 12 أسيرا استشهدوا داخل السجون خلال العقود الماضية".

كما يبلغ عدد الأسرى المعتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 يبلغ 23، كما أعيد اعتقال 11 أسيرا محررا في صفقة "وفاء الأحرار" (بين إسرائيل وحماس عام 2011) أبرزهم الأسير نائل البرغوثي "الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي دخل العام الـ43 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل". أما الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسجن المؤبد، فيبلغ عددهم -وفق التقرير الحقوقي- 554 أسيرًا.

وتجدر الإشارة إلى أن السجن المؤبد غير محدد المدة، وفي بعض الحالات يستمر الاعتقال بعد الوفاة، إذ تواصل إسرائيل احتجاز جثامين 12 أسيرا توفوا داخل السجون بين عام 1980 و2023.

وكشف الاحصائيات وجود 700 أسير مريض "24 منهم مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة".

حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أخيراً، من "أن المنطقة ذاهبة لتصعيد غير مسبوق، نتيجة حملة القمع الإسرائيلية ضد الأسرى". وشدّد على أن "المواجهة لن تبقى داخل السجون، وإن الشعب الفلسطيني لن يترك أبناءه الأسرى وحدهم في هذه المواجهة". وهذا ما أنتج وضعاً غير مسبوق في إبقاء الساحة الفلسطينية على حافة التصعيد طيلة الفترة الماضية.

يدرك كيان الاحتلال أن قضية الأسرى تُعد من أبرز الخطوط الحمراء التي أشعلت سابقاً فلسطين على امتداد الخارطة في غزة والداخل المحتل. كما يعلم أيضاً أن إطلاق سراح ضباطه وجنوده ومستوطنيه والذين تجاوز عددهم المئة، مرهون بإطلاق سراح الأسرى دون مماطلة أو تسويف. وعلى الرغم جهود الوساطة التي انطلقت منذ الضربة الأولى في عملية "طوفان الأقصى"، أعلمت المقاومة الفلسطينية الجهات المعنية، أن لا تنازل عن هذه القضية مطلقاً، اذ أنها تأتي ضمن الحق المشروع للدفاع عن الأرض وانتزاع الكرامة.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور